انا وعاشق الناى (من تاليفى)

تسللت إلي ثنايا روحي لتسكب بداخلها ذلك الشعور بالنشوة الذي يجتاحني كلما استمعت إلي نغمات الناي.



أتسلل يومياً لأشاهده وهو يعزف تلك النغمات، في شرفته المطلة علي نافذتي.

أطل عاشق الناي- هكذا أطلقت عليه- في شرفته ليبدأ في العزف لي وحدي... نعم هو يعزف لي وحدي.



أكثر ما أحزنني اليوم هي تلك المقطوعة الأخيرة التي تئن بالحزن، تأخذني في حلم بعيد عن قصة حب مبتورة الأطراف.



في
هذا اليوم قررت فتح النافذة ، نظرت إليه وهو يعزف مستغرقاً في عزفه استبد
بي الضيق لعدم إلتفاته إلي ولكن سرعان ما زال حينما تخللتني نغماته مرة
أخري. لم أستطع مقاومة دموعي وهي تفر هاربة من سجنها الأبدي، لم أفق سوي
علي صوته يسحرني.



- "علام تبكين !!؟؟"

لا
أدري لماذا لم أستطع الرد ربما لنغمات صوته التي اختفت بداخلي هي الأخرى،
أردت أن أستزد من صوته، فأشرت برأسي بعدم فهم ليكرر ما قال.

- "علام تبكين !!!؟؟؟"



-"لا شيء!! .. ولكن نغماتك تنسكب من الأذن لتتخلل ثنيتي الداخلية لتجبرني علي البكاء "



لا
أدري لماذا قلت تلك الكلمات، صمت وهو ينظر إلي بعينين شاخصتين حتى أغلقت
النافذة.تتوالي الأيام لتنشأ تلك العلاقة التي لا أدري كنهها بيني وبين
عاشق الناي.



اليوم
فقط قررت أن أكتب وأخط أولي رواياتي عن عاشق الناي الذي أسرني
بنغماته.انساب بحر الكلمات من بين أصابعي، كتبت كل ما بداخلي أخرجت دفقة
كبيرة من مشاعر حبيسة قررت اليوم النهوض كعملاق قرر الخروج من أسره.

عملاق الحب الذي لا أدري كيف تمرد هكذا خرجت الكلمات ثم أعطيته إياها بيد قتيلة.

في اليوم التالي أختفي عاشق الناي، ظللت أنتظره طوال سنين عمرها الحزن.

كل ما كنت أريده..

أن استمع إلي نغمات تئن بالحزن..

لم يكن يعزفها سوي...

عاشق الناي

.