:الجن
الجن خلق مما خلق الله تعالى من العوالم، يخالف علم الملائكة وعالم الإنـس ، وهم يتصفون بالعقـل والإدراك ، ولذلك فقد كلفوا وامروا
ونهوا وارسلت لهم الرسل فامن من امن وكفر من كفر قال تعالـى(يامعشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم
لقاء يومكم هذا قالو شهد نا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنياء وشهدوا على انفسهم أنهم كانو كافريـن
أصناف الجن
قال أبوالقاسم السهيلى : الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنف على صور الحيات , وصنف على صور كلاب سود, وصنف ريح طيارة,
أو قال هفافة ذو أجنحة , وزاد بعض الرواة صنف يحلون وظعنون وهم السعالى(قال) ولعل هذا الصنف هو الذي لايأكل ولايشرب ان صح أن الجن
لا تأكل ولاتشرب , يعني الريح الطيارة,( قلت) روى ابن ابي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان" فقال :حدثنا الحسين بن على ابن الاسود العجلي
ثنا أبو شامةثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي ثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي الدرداء قال :
قال رسول الله علية السلام "خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض , وصنف كالريح في الهوى ,
وصنف عليهم الحساب والعقاب , وخلق الله تعالى الانس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم قال تعالى ( لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين
لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها )وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين , وصنف في ظل الله تعالىيوم لاظل ألا ظله)
وأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط "وقال"أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان ثنا ابراهيم بن
هانئ النيسابوري حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جويبر بن نفير عن أبي ثعلبة قال: قال رسول الله علية السلام "
الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحةيطيرون في الهواء , وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويضعنون ". قال الزمخشري
رأيت للأعاريب من الأعاجيب
في باب الجن مالايوصف ويقولون : من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شق , وانه يعرض للمسافر اذا كان وحده وربما أهلكه
أســـــــــماء الجان
قال السيوطي في كتابه لقط المرجان: قال ابن عبد البر: اسماء الجان عندهم على مراتب؟ فإذا ذكر الجن خالصاً قالوا: جني، وإذا أردوا مما يسكن
مع الناس قالوا: عامر ، والجمع عمار، وإذا كان مما عرض للصبيان قالوا :أرواح واذا خبث وتعرض قالوا: شيطان واذا زاد أمره على ذلك وقوى
أمره قالوا: عفريت
وتصنف الجن على ثلاثه أصناف كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : الجن ثلاثة أصناف، فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ،
وصنف يحلون ويظعنون.
تشكلهــم
لاشك أن الجن يتطورون ويتشكلون في صور الانس والبهائم فيتصورون في صورالحيات والعقارب , وفي صور الابل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير,
وفي صور الطير , وفي صور بن آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج الى بدر قال الله تعالى (واذزين لهم الشيطان
أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس واني جارلكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبية وقال أني برئ منكم اني أرى مالاترون اني اخاف الله والله شديد العقاب)
وكماروي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاورفي أمر الرسول عليه السلام هل يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه كما قال الله تعالى
( واذ يمكربك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين) وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة
من حديث صيفي مولى أبي السائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه"أن بالمدينة نفرا من الجن قد اسلموا فاذا رأيتم من هذه الهوام شئيا فأذنوه ثلاثا فان بدا لكم فاقتلوه"
وذكرالعتبي ان ابن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رحلة فقال ماأنت ؟ قال إزب !قال وما إزب ؟ قال رجل من الجن ,
فضربه على رأسة بعود السوط حتى ناص أي هرب . ( إزب بكسرالهمزة واسكان الزاي ) وقد قال كثير من الناس إن الملائكة
والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثيل والتصور على اي أنها تقدرعلى تخييل وفعل مايتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون
ذلك تخييلا ويظنون أن المرئي ملك أو شيطان وانما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عند فعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من
صورته على الحقيقة إلي غيرها فذلك محال.
(فصل) قدقدمناأن مذهب المعتزله إن الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها , وعندهم يجوز أن يكثف الله أجسام الجن في زمان الأنبياء دون غيره من
الأزمنة
وأن يقويهم بخلاف ماهم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبدالجبار : ويدل علىذلك مافي القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام
إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم , وقواهم حتى كانوا يعملون له الأعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدوروالراسيات ,
والمقرن في الأصفاد لايكون إلا جسما كثيفا , ثم قال بعد ذلك وأما إقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الأنبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى
أن يكون نقضا للعادة